التصميم الجرافيكي هو نهج إبداعي يقوم به مصمم أو مجموعة من المصممين بناء على طلب العميل أو الزبون ويتعاون على تنفيذ معطياته المادية مجموعة من المنتجين، من أجل إيصال رسالة معينة للجمهور المستهدف. يشير المصطلح إلى عدد من التخصصات الفنية والمهنية التي تركز على الاتصالات المرئية وطرق عرضها. وتستخدم أساليب متنوعة لإنشاء والجمع بين الرموز والصور أو الكلمات لخلق تمثيل مرئي للأفكار والرسائل. وقد يستخدم مصمم الجرافيك تقنيات مثل فن الخط ، الفنون البصرية ، تنسيق الصفحات ، للوصول إلى النتيجة النهائية. هذا وغالبا ما يشير تصميم الجرافيك إلى كل من عملية التصميم التي من خلالها يتم إنشاء التواصل وكذلك المنتجات وهي التصاميم.
كما يلعب التصميم الجرافيكي دورا أساسيا في حياتنا اليومية دون ان ينتبه الكثير من الناس لأهمية المصمم في حياتهم.
ونحن.. دائماً ما نسلط الضوء على المبدعين خارج الوطن العربي و انجازاتهم متناسين المبدعين الذين هم حولنا، وهم لا يقلون شئناً وابداعاً عن الغرب، فالوطن العربي مليء بالموهوبين والمبدعين ممن لديهم انجازات محلية وعالمية. في تقريري هذا سأسلط الضوء على مبدع صاحب مواهب ومشاركات عديدة وهو الفنان البحريني “قاسم حيدر”.
قاسم حيدر
- فنان بحريني من مواليد اكتوبر 1985 م
- حاصل على الدبلوما في تقنية المعلومات من معهد البحرين للتدريب
- رائد أعمال، مصمم وخطاط ومطور مواقع إلكترونية
أجرى اللقاء: زينب مخلوق – إشراف د. سماء الهاشمي
عاش قاسم في بيئة فنية منذ صغره والفضل يعود لأسرته لأنهم من المشجعين له، كل ما واجهه كان يعتبره تحدي وليس صعوبة، وهذا التحدي يصنع ذات الانسان ويمنحه الفرصة لاكتشاف ذاته أكثر، كمسألة التوفيق بين الدراسة وممارسة الهوايات، فبالقدر الذي يبذله الإنسان في إنجاح اهدافه فإنه يوفق وينجح.
بدأ اهتمامه بالتصميم في سن مبكره قبل اهتمامه بالكمبيوتر والبرامج التقنية، بفضل الموهبة التي حباه الله بها. بدأ بالتصميم اليدوي لبعض المجلات الحائطية والوسائل التعليمية. كما ان الموهبة التي يمتلكها في الخط والرسم ساعدته كثيراً في مجال التصميم .
بدأ العمل على برامج التصميم الكمبيوترية عندما كان في الثانية عشرة من عمره بمساعدة أخيه الأكبر الفنان حسن حيدر الذي كان ينجذب لأعماله ليس لأنه اخاه الاكبر بل لما يملكه من فن نادر وقوة معرفته وارتباطه بالفنون الاسلامية الأصيلة وادراكه بالفنون المعاصرة. تعلم على يد اخيه الاكبر على برنامجي الفوتوشوب و الالستريتر.
“أننا سواء فنانين أو مصممين أو غير ذلك فنحن مقصرون في معرفة الموروث الحضاري والانساني والتراث الاسلامي الذي أهملناه واخذه الغرب و طوروه وعرفوه اكثر منا”.
سعى قاسم لتعزيز وإحياء التراث الفني الاسلامي من خلال أعماله، فدرس الخط العربي على يد أساتذة متعددين بالإضافة للتعلم الذاتي، وتخصص في الخط الكوفي بتعمق ودراسة وافية. يرى قاسم بأن هناك تقارب وترابط بين فن الخط العربي وعالم التقنية والتصميم فكلاهما يكمل الآخر، فالخط ساهم في تحسين المظهر الجمالي لهذه التقنيات والعكس صحيح. كما قام قاسم بتصميم وبرمجة موقع يساعد في تصميم الخط الكوفي المربع وطوره .
لا يهتم قاسم بالعرض بقدر اهتمامه بالتقييم من قبل المختصين القادرين على النقد البناء والتوجيه بالإضافة للنقد الذاتي بحثاً عن التطور والتحسن.
يعمل قاسم على عدة برامج للتصميم منها:
Adobe Flash, Freehand،, InDesign, Adobe Firework, Adobe Illustrator, Adobe Imageready, Adobe Photoshop، etc.
يرى قاسم أن خطوات العمل تختلف باختلاف المطلوب، ولكن بشكل عام يجب على المصمم دراسة المعطيات ثم البدء بالبحث ثم العثور على مصدر إلهام حتى يصل إلى ترتيب العناصر والتصميم هو ما يعتبر الخطوة الأخيرة. و يرى كذلك أن بعض المشاريع تؤدى بشكل أفضل جماعياً و بعضها يقتضي العكس.
لقاسم عدة مشاركات منها:
– معرض وملتقى الخط العربي الأول في مركز شباب رأس رمان الثقافي والثاني في جمعية البحرين للفن المعاصر.
– معرض الوسط لفن الخط العربي.
– ملتقى الشارقة لفن الخط.
– وتأهل للتصفيات النهائية.Award Lynx Dubai 2012 – مسابقة
– ونشرت معه عدد من المقابلات في عدد من المجلات و الصحف المحلية مثل صحيفة الوسط، (Perle magazine)، مجلة اكتشف الحياة.
وبالإضافة للتصميم، لدى قاسم اهتمامات أخرى كالخط العربي وصناعة الخطوط الطباعية، فقد صمم خطوط خاصة لبنك البركة و منتزه عذاري، ونشرت خطوطه الطباعية في عدة مواقع عالمية مختصه في تسويق الخطوط وهي :
(Linotype.com، Fonts.com، Fontshop.com )
وهو أيضاً مهتم برسم الزخارف الاسلامية، البرمجة، والقراءة، كما أنه يركز في مجال التصميم على تصميم الخطوط العربية الطباعية الحديثة.
خاتمة
يرى قاسم ان مستقبل التصميم في العالم العربي غير موجه وغير مدروس ومستنسخ من أساليب غربية، فنادراً ما يظهر أسلوب يستحق الإشادة به. كما أنه يدعو المصممين للدراسة و التعمق في الاساليب الفنية سواء الموروثة من الحضارة العربية أو الغربية، والاخذ بأساليبهم وتطويرها، كما انه ينصح بتقليد أعمال المبدعين ليكسب المصمم خبره كبيرة، وأيضاً دعا للتعمق في فن الخط سواء العربي أو الانجليزي فإنه يثري معرفة المصمم ويجعله أكثر براعة، بالإضافة الى الاهتمام بالبرمجة وخصوصاً تلك المتعلقة بالمنطق الرياضي فهي تثري الفكر وتجعله اكثر قدرة على التحليل المنطقي، وفي النهاية دعا للسعي للتعلم الذاتي وعدم الاكتفاء والوقوف عند مستوى محدد.