قاسم حيدر.. عشق الحروف، فتمايلت بريشته!
أينما تجولتَ بعينيكَ، وحططت برِحالك، ستقع على كلمةٍ هُنا وأخرى هناك، تقرأها وتخزنها في ذاكرتك، ولعلك لم تقرأها، غير أنك تنجذب إليها لجمال رسمها وحسن خطها، ذلك هو الخط العربي الذي قال في شأنه الفنان بيكاسيو:«إن أقصى نقطة أردت الوصول إليها في فن الرسم، وجدت الخط العربي قد سبقني إليها منذ مئات السنين»، وقيل «الخط هندسة روحانية ظهرت بآلة جسمانية».
من بحر الخطوط العربية الجميلة كانت انطلاقة موهبة شابة بحرينية .. قاسم حيدر ذو 27 ربيعاً، عشق نحت الحروف بسلاسة وشغف، كما عشقته هي الأخرى حتى تمايلت بريشته لترسم أجمل المخطوطات واللوحات.
ترعرع قاسم في بيئة عشقت الفن والإبداع، حيث أن مُعظم إخوته إما خَطاطون أو رسامون، خصوصًا أخيه الأكبر الذي أمده بالكثير من المصادر الفنيّة وحثه على مواصلة التمرين، أما بدايته الفعلية فقد كانت في المدرسة حينما خَصص أستاذه للغة العربية حُصة للخط العربي وقد كان الأستاذُ بارعًا في خَطِ الرقعة والنسخِ خُصوصًا.
«هو المساحة التي أستطيع التعبير فيها عما يجول في خاطري ومُخيلتي من أفكار وكلمات»، هكذا يصف قاسم فن الخط العربي بالنسبة له. ويضيف: «لم تسنح لي الفرصة بالمشاركة في أية مسابقات دولية، حيث اقتصرت مشاركاتي في المسابقات التي كانت تقيمها وزارة التربية والتعليم للمدارس وحصلت في إحداها على المركز الأول. إلا إنني الآن بصدد التحضير لإقامة معرض خاص للوحاتي».
ويقيم قاسم الإهتمام المحلي، الإقليمي والعالمي بهذا الفن من خلال تتبعه لأخباره وفعالياته بالجيد ولكنه دون المستوى ولا يرقى لطموح المُتعطشين لهذا الفن، وتمنى لو كان في البحرين ذلك الإهتمام الموجود إقليمياً، كما في الشارقة حيث توجد مؤسسة «بيوت الخطاطين» كما أن معارض الخط ودوراته تُقام بشكل دوري هناك، والأمر كذلك في دولة الكويت فهناك العديد من المراكز الفنية التي تولي اِهتمامًا بهذا الفن، كما هو الحال أيضًا في تركيا التي تُعد بمثابة الأُم الحاضنة لهذا الفن العريق وفيها تقام المسابقة الدولية لفن الخط العربي، وإليها يقصد الخطاطون لتعلم الخط، بالإضافة إلى مكة المكرمة، وقطر ومصر، أما الاهتمام العالمي على حد قوله فهو كبيرٌ جدًا، فَسعرُ اللوحة الخطية أو الحُروفية تُجاوز الآلاف سِعرًا. ومن موهبة الخط إلى موهبة الإبداع الإلكتروني، فقاسم الذي يعمل حالياً كمطور مواقع ومصمم جرافيكي بإحدى وكالات الدعاية والإعلان في البحرين، حاصل على دبلوما في تقنيات الكمبيوتر من معهد البحرين للتدريب، ويستكمل حاليًا دراسته للحصول على الدبلوما العليا.
قاسم شاب شغوفٌ بعمله، وهو يرى بأن هناك تقارباً بين كلا الفنين وإن كُل واحدٍ منهما يُكمل الآخر، أي أن هناك رابطاً يجمع بين فن الخط العربي وعالم التقنية الحديثة ووسائل الإتصال المُتقدمة، التي بدورها ساهمت بشكلٍ كبير في تَحسين المظهر الجمالي لهذه التقنيات، والعكس صحيح فقد ساهمت هي الأخرى في تحسين أداء الخطاطين والـموهوبين بشكل عام. ويقول: «مؤخرًا قُمت بتصميم وبرمجة موقع يساعد في تصميم الخط الكوفي المُربع».